مقالات هذا القسم
لله الحكمة البالغة في أحكامه وتشريعاته، ومن أمعن النظر وتدبر في مجمل التكاليف الشرعية التي كلف الله بها العباد -لتبين له السر الكامن الذي قصده الشارع الحكيم من ذلك التشريع، وفي مقدمة ذلك تحقيق العبودية لله -عز وجل-، في امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
وحيد الدين خان
يقال إن الإمام أبا حنيفة كان يراوده تردد في تحديد أفضل العبادات الإسلامية.. وعندما حج قال: أيقنت الآن أن الحج أفضل العبادات..
حج البيت يمثل الركن الخامس من أركان الإسلام التي بني عليها، وهذا الركن الأساسي فرض على كل مسلم قادر على أداء الحج. والحج طقس موجود من قبل الإسلام يعتقد المسلمون أنه شعيرة فرضها الله على أمم سابقة مثل الحنيفية أتباع ملة إبراهيم فكانوا يؤدونها قبل ظهور الإسلام لكن الناس خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها حين ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام.
قال الله- تعالى- في القرآن الكريم: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" [سورة الذاريات: 56] ونعرف من هذا أن عاطفة عبادة الله قد أودعت في النفس الإنسانية بصورة جبلية.. فليس على الإنسان أن يعبد الله مراعاة للواقع فقط؛ بل فطرته هي الأخرى تطالبه بذلك؛ لأن عبادة الله هي من صميم الطبيعة البشرية، هذا هو السبب في أنه لا يوجد شيء يبعث في الإنسان الطمأنينة والسكينة الحقيقية مثل عبادة الله: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [سورة الرعد: 28].